في خطوة تمثل تحولًا لافتًا في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الجمعة، أنها بصدد تقليص عدد قواتها العسكرية في سوريا إلى النصف خلال الأشهر المقبلة، في إطار عملية إعادة تنظيم وتوحيد الوجود العسكري هناك.وأوضح المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، في بيان نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن القرار يأتي نتيجة للتقدم المحرز في إضعاف تنظيم داعش، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. وأضاف: "هذه الخطوة، التي تستند إلى تقييم دقيق للظروف على الأرض، ستؤدي إلى تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا إلى أقل من ألف جندي خلال الأشهر القادمة".وبحسب "سي إن إن"، فإن هذا الإعلان الرسمي يؤكد المعلومات التي نشرتها الشبكة في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي أفادت بأن القوات الأمريكية المنتشرة حاليًا في سوريا – والتي تُقدّر بنحو ألفي جندي – سيتم تقليصها إلى أقل من النصف، في أعقاب تطورات على الساحة السياسية والميدانية.وأفاد مصدر أمريكي مطلع بأن هذا التغيير يأتي بعد محادثات السلام التي جرت مؤخرًا بين الحكومة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، مما مهّد الطريق لإعادة النظر في الانتشار العسكري الأمريكي داخل الأراضي السورية.وأكد المصدر أن واشنطن لا تعتزم التخلي عن التزامها في محاربة الإرهاب، مشددًا على أن القيادة المركزية الأمريكية ستبقى في حالة تأهب كامل لتنفيذ ضربات موجهة ضد فلول تنظيم داعش عند الضرورة، مع الحفاظ على التنسيق الوثيق مع شركاء التحالف القادرين والراغبين في الاستمرار في الضغط على التنظيم ومواجهة أي تهديدات إرهابية محتملة في المنطقة.وتأتي هذه الخطوة وسط تساؤلات متزايدة بشأن مستقبل الدور الأمريكي في سوريا، وما إذا كانت هذه العملية تمهيدًا لانسحاب تدريجي أم إعادة تموضع تكتيكي في ظل التحولات السياسية والعسكرية الجارية في الإقليم.