الجنوب اليمني | خاص يواجه العام الدراسي في العاصمة المؤقتة عدن خطر الانهيار، مع استمرار إغلاق المدارس الحكومية للأسبوع 13 على التوالي، بسبب الإضراب الشامل الذي ينفذه المعلمون للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية وصرف مستحقاتهم المتأخرة.

ويأتي هذا الإضراب في وقت حرج، حيث لم يتبق سوى أسابيع قليلة على نهاية العام الدراسي، دون أن يتمكن الطلاب من إكمال المناهج أو إجراء الامتحانات الفصلية، وسط غياب تام لأي مبادرات حكومية جادة لحل الأزمة.

قلق متزايد على مصير الطلاب

يتصاعد القلق لدى أولياء الأمور والطلاب، خاصة في الصفوف الحاسمة مثل التاسع والثالث الثانوي، الذين لم يتمكنوا من تلقي سوى أجزاء بسيطة من المنهج بسبب الإضرابات المتكررة.

ويعتمد بعض المعلمين على مبادرات فردية لتعويض الطلاب من خلال دروس عبر الإنترنت أو دروس خصوصية، وهو ما لا يتوفر لجميع الطلاب، خاصة المنحدرين من أسر فقيرة.

وصلنا إلى حافة الانهيار

يقول الأستاذ محمد عبدالله، وهو معلم في إحدى مدارس عدن، “نحن لا نرغب في تعطيل التعليم، ولكننا مجبرون على الإضراب بعد أن وصلنا إلى حافة الانهيار المعيشي. مرتباتنا لا تكفي أسبوعًا في ظل الغلاء، ولا يوجد أي تجاوب حكومي مع مطالبنا المشروعة”.

الحكومة لا تبدو مهتمة

في المقابل، أعرب العديد من أولياء الأمور عن استيائهم من استمرار الإضراب دون تدخل حكومي فاعل.

وقالت إحدى الأمهات في مديرية الشيخ عثمان: “ابني في الصف التاسع ولم يدخل المدرسة منذ أكثر من شهرين، نحن قلقون على مستقبله… لا دروس ولا امتحانات، ولا حتى وعود بأي حلول… الحكومة لا تبدو مهتمة”.

غياب الحلول الحكومية

على الرغم من المطالبات المتكررة من نقابات التعليم والناشطين، لم تقدم الجهات الحكومية المعنية أي حلول ملموسة للأزمة، مكتفية بالحديث عن “الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد”.

ويرى مراقبون أن هذا التجاهل يعكس تراجع ملف التعليم في قائمة الأولويات الحكومية.

تزايد التسرب المدرسي

من الآثار الخطيرة للإضراب، تزايد حالات التسرب المدرسي، خاصة في الأحياء الفقيرة، حيث يتجه بعض الطلاب إلى العمل أو قضاء أوقاتهم في الشوارع.

ويحذر تربويون من أن تجاهل أزمة التعليم اليوم ستكون له كلفة باهظة غدًا، داعين إلى تحرك عاجل لإنقاذ ما تبقى من العام الدراسي، من خلال الاستجابة لمطالب المعلمين أو تقديم حلول إسعافية تضمن عودتهم إلى فصولهم.

مرتبط